يجمع علماء في الإقليم الشمالي الاستوائي في استراليا دماء من التماسيح على أمل تطوير مضاد حيوي قوي للبشر بعد أن اظهرت الاختبارات أن جهاز المناعة لدى التماسيح يقتل الفيروس المسبب لمرض الإيدز. جهاز المناعة لدى التماسيح أقوى من نظيره لدى البشر إذ يمنع انتقال العدوى الخطيرة بعد الصراعات العنيفة التي تخوضها الحيوانات والتي عادة ما ينتج عنها جروح خطيرة للحيوانات أو فقدانها للأطراف.
بريتون في مركز للأبحاث يستخدم أيضا كمزار للسائحين في داروين عاصمة الإقليم (إذا أخذت أنبوب اختبار به فيروس (اتش. اي. في) المسبب للإيدز وأضفت إليه دماء التمساح فسيكون لها أثر أكبر من دماء البشر، يمكن أن تقتل عدداً أكبر من الفيروس). وأضاف بريتون أن جهاز المناعة لدى التماسيح يعمل بصورة مختلفة عن البشر حيث يهاجم البكتيريا بصورة مباشرة فور إصابة الجسم. وقال (التمساح لديه مكونات جهاز مناعي تلتصق بالبكتريا وتمزقها حتى تنفجر، الأمر يماثل أن تصوب مسدساً نحو رأس البكتريا وتضغط على الزناد).
وبدأ بريتون وميرشانت جمع عينات الدماء بحذر من التماسيح البرية والأسيرة في المياه المالحة والعذبة ويقومان بتقييد التمساح واغلاق فكه القوي ثم يسحب العالمان الدماء من وريد كبير وراء رأس التمساح. وقال بريتون (يطلق عليه الجيب وهو خلف الرأس مباشرة ومن السهل للغاية أن تضع إبرة خلف العنق لتصل إلى الجيب، وبعد ذلك يمكن أن تحصل على كمية كبيرة من الدماء بمنتهى السهولة).
ويأمل العالمان في أن يجمعا قدراً كافياً من دماء التماسيح لعزل الأجسام المضادة القوية ليصلا في نهاية الأمر إلى تطوير مضاد حيوي يمكن استخدامه للآدميين. وقال ميرشانت (قد نتمكن من الحصول على مضادات حيوية يمكن أخذها عن طريق الفم ومن المحتمل أيضا أن نتوصل إلى مضادات حيوية يمكن استخدامها موضعيا على الجروح مثل قرح مرضى السكري والحروق التي يصاحبها إلتهاب في الجلد وأشياء مثل هذا