العلاج البيولوجي يرفع معدلات الشفاء

كتبت : هالة أبوزيد
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=150 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR> <tr><td align=middle bgColor=#ffffff>صورة توضيحية لخلية سرطانية</FONT></TD></TR></TABLE>تؤكد الدراسات العالمية فاعلية الأنواع الجديدة من العلاجات البيولوجية مضافة إلي العلاج الكيميائي في زيادة نسب الإستجابة لعلاج المراحل المتأخرة لسرطان المعدة والثدي التي لا يمكن علاجها جراحيا‏,‏ جاء ذلك من خلال المؤتمر الخامس والأربعين للجمعية الأمريكية لعلم الاورام الإكلينيكي الذي عقد بولاية فلوريدا الأمريكية‏,‏ وأظهرت نتائج الأبحاث أن العلاجات البيولوجية تستهدف تثبيط عمل بروتين معين يسمي‏HER2,‏ والذي ثبت علميا أنه من العوامل المسببة لسرطان المعدة والثدي وأنه مسئول عن نشاط الخلية السرطانية وتكاثرها‏.‏ ويوضح الدكتور يسري جودة أستاذ علاج الأورام والطب النووي بجامعة الاسكندرية أن العلاج البيولوجي عبارة عن أجسام مضادة معدلة لتناسب جسم الإنسان بحيث تستهدف بروتين‏HER2‏ وتثبطه‏,‏ وهذا البروتين تنتجه جينات محددة تؤدي للسرطان‏,‏ وإضافة هذا العلاج إلي الكيماوي يقلل مضاعفاته الجانبية التي تحدث بسبب عدم تمييزه بين الخلايا المصابة والسليمة‏,‏ وتشير الدراسات الحديثة إلي أن سرطان المعدة يعد ثاني سبب للوفاة الناتجة عن الأمراض السرطانية في العالم‏,‏ حيث يتم تشخيص مليون حالة سنويا‏.‏ ويؤكد الدكتور جودة أن إضافة العلاج البيولوجي للكيماوي يزيد من متوسط عمر المرضي المصابين بسرطان المعدة لفترة تصل إلي‏13‏ شهرا‏,‏ وقد أثبتت المرحلة الثالثة من الدراسة الدولية التي تحمل اسم‏'‏ توجا‏'‏ التي أجريت علي‏3800‏ مريض‏,‏ وأعلنت نتائجها بالمؤتمر أن استخدام العلاج البيولوجي في الحالات المتأخرة من سرطان المعدة والتي لا يمكن علاجها جراحيا يرفع من معدلات الشفاء بنسبة‏26%‏ مقارنة بالمرضي الذين لا يتم علاجهم به‏.‏ ويقول الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام والطب النووي بجامعة القاهرة إن سرطان الثدي يعد السبب الرئيسي لوفيات السرطان بين السيدات تحت سن‏55,‏ ويتم تشخيص أكثر من مليون حالة إصابة جديدة سنويا في العالم‏,‏ ويبلغ عدد حالات الوفاة الناتجة عنه حوالي‏400‏ ألف حالة سنويا‏,‏ وقد أظهرت نتائج المرحلة الثالثة من دراسة أجريت علي أكثر من‏5‏ آلاف مريضة أنه عند علاج الحالات المتقدمة من سرطان الثدي بالعلاج البيولوجي مع الكيماوي تعيش المريضة فترة أطول دون حدوث تدهور في الحالة المرضية بنسبة‏55%‏ مقارنة باستخدام العلاجات الكيماوية وحدها‏,‏ مع زيادة كبيرة في معدلات ضمور الورم لدي المرضي بلغت حوالي‏81%,‏ كماوصلت معدل الاستجابة إلي‏51%‏ مقابل‏37.9%‏ لاستخدام العلاج الكيماوي وحده‏.‏ وقد أثبت العلاج البيولوجي‏,‏ كما يؤكد الدكتور عبد القادر فاعلية في علاج سرطان الثدي في مرحلتيه المبكرة والمتقدمة التي ينتشر فيها الورم من عضو لآخر إما بمفرده أو مع العلاج الكيماوي أو بعده‏,‏ وفي جميع الحالات يصل معدل الإستجابة إلي‏87%,‏ كما يحسن نوعية حياة المريضات‏.‏ ومن ناحية أخري أثبت العلاج فاعليته لعلاج الحالات المتقدمة لسرطانات شائعة مثل سرطانات القولون والرئة والكلي‏,‏ وتتسبب هذه الأورام مجتمعة في وفاة‏3‏ ملايين حالة سنويا في العالم‏.‏ وأخيرا برغم أن الدراسات العالمية تؤكد ان العلاج البيولوجي هو الأنسب لمرضي السرطان خاصة الثدي والمعدة‏,‏ إلا أنه بعيدا عن التطبيق العملي واسع النطاق وذلك بسبب تكاليفه الباهظة‏,‏ ويبقي السؤال المهم هل يمكن للدولة أو التأمين الصحي توفير نفقات هذا العلاج لغير القادرين من مرضي السرطان ؟؟